الخميس، 9 ديسمبر 2010

رياضة المشي بين الماضي والحاضر

رياضة المشي بين عراقة الماضي وتطور الحاضر.. لم تزل ذاكرتنا التاريخية تمدنا بصور كثيرة وأساليب حياة متعددة كان يعيشها أجدادنا في الماضي البعيد وإلى عهد قريب مرتبطة برياضة المشي، فكانت وسيلة التنقل المعهودة لبني البشر هي المشي في أغلب أحوالهم، كما أن أنشطتهم اليومية والحيوية لا تنفك عن المشي مما أكسبهم قوة ونشاطا وصحة وعافية بصورة تلقائية.فتجد ربة المنزل تذهب لتجلب الماء من البئر أو النهر ماشية على رجليها، وتتحرك في منزلها جيئة وذهابا تنظفه وتكنسه وترتبه وتقوم على شؤونه, وهكذا الرجل بل إن ارتباطه برياضة المشي أكبر حيث إنه ضراب في الأرض يجول ويبحث عن لقمة عيشه مما يضطره إلى المشي كثيرا...وإذا عدنا قليلا إلى تاريخ الصحابة والصحابيات والزمن الزاهر بالكثير من البطولات كما قرأنا في السيرة النبوية لرأينا كيف كن النساء يشاركن في أمور كبيرة تتطلب جهدا بدنيا ونشاطا قويا كالمعارك الإسلامية, وهذا إن دل فإنما يدل على لياقتهن البدنية والجسدية, وهناك شواهد وقصص كثيرة تدل على ذلك. ولا غرو فتشريعات ديننا الحنيف فيها تنطوي على كثير من العبادات التي قوامها وروحها الحركة, أو تملأ الجسم صحة وعافية, مما يكسب العبد صحة نفسية وبدنية فهو يرضي ربه ويحيي قلبه ويُصح بدنه, فلو نظرنا إلى عبادة الصلاة فهي مليئة بالحركة والصيام وما فيه من الفوائد الكثيرة ما أثبتها الطب الحديث, والحج وما ينطوي عليه من طواف وسعي ورمي الجمار والكثير من العبادات التي تطالب بالحركة .وأما اليوم – العصر الحاضر – وما أدراك ما اليوم فقد أمعن التطور والتقدم وتفننت الاكتشافات وتفتقت الأذهان عن إيجاد كل ما هو سبب للراحة في الظاهر وهو في الحقيقة يحمل بين طياته رزما من الأمراض الفتاكة : كالضغط والسكر والروماتيزم ...والقائمة تطول. نحن في زمن شعاره ( ضغطة زر ) ولم يبق من الحركة إلا هذه الضغطة وربما يأتي زمن تتحول الضغطة إلى رمشة عين ومعها نقتل كل الحركة.إن الكون كله بطبيعته التي خلقه الله عليها متحرك ولو سكن لفسدت الحياة، فليكن لنل من ذلك أعظم درس وهو أننا إن توقفنا عن الحركة فستفسد أجسادنا وتصبح مرتعا للأمراض.لقد تعالت الصيحات من جميع الجهات بضرورة ممارسة الرياضة, وخاصة ممارسة المشي وبالذات في حالة توفر المراكز الرياضية وتوفر أماكن خاصة للمشي ..يجب علينا كمجتمع واحد نشر ثقافة الرياضة وضرورتها صحيا ونفسيا على الرجال والنساء فالأمراض لا تفرق بين رجل ومرأة ..abuiyad

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق